ممدوح الصغير
ممدوح الصغير


الخير فى أمتي ليوم الدين

ممدوح الصغير

الخميس، 12 أغسطس 2021 - 06:29 م

صدق رسولنا الكريم، حين قال "الخير فى وفى أمتى إلى يوم القيامة".. كلنا رأينا مواقف ظهر فيها فعل الخير بين البشر؛ ليُعطى للحياة   مذاقًا، وتصدق مقولة رسولنا الكريم.. 

خلال الأسبوع الماضى، كانت القصة التى تُؤكِّد   تفاصيلها، أن الخير فى أمة الرسول الأعظم باقٍ، رغم نظريات أهل التشاؤم، الذين يرون أن الصورة قاتمة، وأن سلوكيات البشر لم تعد مثلما كانت بالأمس القريب، بعد أن تلوَّثت النفوس.. القصة التى ستكون حديث سطورى المقبلة، خاصةً بشابٍ مصرىٍّ سافر منذ عدة سنوات للمملكة العربية السعودية؛ باحثًا عن رزقٍ وفير، وقد كان له ما أراد فور وصوله، وشاء الابتلاء الربانى أن يرتكب مخالفةً جنائيةً استوجبت حبسه أو دفع ديةٍ كبيرة، لكن من أين له بهذه الملايين، وهو الذى سافر وتغرَّب طلبًا لبضع آلافٍ من الريالات. 

دخل  الشاب السجن بعد  ثبوت التهمة عليه، وفى لحظة شعر شقيقه الذى كافح لتخليصه، بأن  طاقة القدر من الممكن أن تفتح أبوابها له مرةً أخرى، وذلك حين سمع عن النشاط الخيرى العظيم للفنان فايز المالكى؛ الذى اشتهر بمساعدة كل محتاجٍ دون سابق معرفة.. طرق شقيق الشاب المحبوس بابه والدموع تسبق كلماته، وروى له القصة، وكانت أبواب السماء مفتوحةً، فاستجاب الله لدعائه ووالدته بمصر، إذ صمت الفنان فايز المالكى لسماع الحكاية، ثم أمسك بهاتفه الجوال المتطوِّر، وفتح حسابه عبر تويتر، وروى  مناشدة شقيق الشاب المحبوس؛ ببثٍ مباشرٍ لم يزد عن دقيقةٍ واحدةٍ، وبعد أن نال شقيق الشاب المحبوس الضيافة، همَّ بالانصراف، فابتسم فايز المالكى فى  وجهه، قائلًا له: إن شاء الله، تعشَّم فى الخالق  خيرًا.. 

الفيديو الذى بثَّه المالكى، هو طلب مساعدة مَنْ يسمعه، وبدأ بنفسه وتبرَّع بجزءٍ من ماله الخاص، وتلك كانت البداية فى رحلة تجميع  2 مليون ريال؛ للإفراج عن الشاب المحبوس، وتوالت الأيام، ولأن أيام عيد الأضحى، هى أفضل  أيام العام فى الأعمال الصالحة، تدفَّقت المساعدات؛ لإنقاذ الشاب المحبوس.. تحويلات من كل العواصم العربية، القاهرة، الرياض، أبوظبى، الكويت، الدار البيضاء، ومن عربٍ مقيمين فى عواصم أوروبية.. كانت تلك التغريدة بمثابة تأكيدٍ قوى، أن الخير يسكن قلوب صُنَّاع الخير فى عَالَمنا العربى، حيث أسعدت كل مَنْ قرأ   حروفها، وردَّد المالكى ثانيةً على صفحته؛ قائلًا: الحمد لله، وصلنا إلى مليون ومائة ألف ريالٍ، وباقٍ لنا 900 ألف ريال فقط.. 

لم تمر ساعات قليلة، وكان الخبر الذى جعل المالكى، يسجد شكرًا لله، بعد أن اتصل به الأمير عبد العزيز بن فهد، وأخبره بأنه سوف يُسدِّد  بقية الدية المطلوبة من الشاب المصرى؛ لإنقاذ إنسانٍ وضعته الظروف فى ابتلاءٍ صعب.. 

سعادةٌ كبيرة غمرت نفس شقيق المحبوس، الذى بكى من الفرحة، بعد أن عرف أن السماء استجابت لدعائه ووالدته لأخيه، شقيقه سوف  يُفرج عنه بعد أيامٍ قليلةٍ؛ ليعود إلى مصر، بعد أن غاب عنها سبع سنواتٍ سمان.. انتشرت القصة، وحاولت الفضائيات أن تُجرى مداخلات مع المالكى، لكنه رفض، مؤكدًا أن نصف المبلغ من الأمير عبد العزيز بن فهد، وكل إنسانٍ تبرَّع من أجل إنقاذ الشاب غير المعروف له، ومَنْ يستحق الظهور هو كل من تعاطف مع كلمات  شقيق الشاب، وأقبل  على المساعدة؛ لأنه  يُؤمن أن أحب الأعمال تقديم المساعدة للغير..

عندما بث المالكى الفيديو على تويتر، كان قلبه يُحدِّثه، بأن كلماته سوف تتفتح لها القلوب، والمهمة سوف يُكتب لها النجاح، ويتم الإفراج عن الشاب بعد اكتمال المبلغ المطلوب، وقد علمت بالقصة من صديقى الرائع، الإعلامى تركى البسَّام، الذى أخبرنى  بتفاصليها، وكان يروى القصة، وكأن الشاب المحبوس قريبٌ له، وأخبرنى أن المالكى، كاد يطير من الفرحة؛ لأن  الشاب المحبوس سوف يُغادر محبسه، ويعود   لأسرته، ويرى النور من جديد.
 داخل نفوسنا يسكن الخير، فعلينا ألا نتردَّد فى تقديمة، فإذا جاءتك الفرصة لتكن من صُنَّاع الخير لا تتأخر، كن أهله، إذ لا تعرف بأى حسنةٍ  سوف تكون من أهل الجنة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة